البيتكوين.. والدبيبة.. وجرأة الجهل

الوقت فقط كفيل بإسقاط عبد الحميد الدبيبة

ريم البركي


والله إن لساني يعف عن ذكر اسمه، وتيقنت من أن الوقت فقط كفيل بإسقاط عبد الحميد الدبيبة، من جعلنا نترحم على زمن كل طاغية كاريزما.

يدهشني هذا الرجل.. تخرج الكلمات من فم مليء بالثقة، ليس ثقة المتأكد من معلوماته- صاحب الرؤية، لا سمح الله، بل ثقة من تأكد أن لا أحد ممن حوله سيرده أو يراجعه في كلامه.. وثقة من سلّم ذقنه كدمية ماريونت لشِلة من المدعين، الذين صدقهم ببساطة أيضا.. بساطة تشبه عدم حرصه على الإلمام بالاقتصاد.. والعلم.. والتطور عموما.. صدقهم لأن الرأس الفارغ يتبنى أي فكر.

أعرابي اجتمع بقومه عقب غداء ثقيل، ليحدثهم عما يفعل الفرنجة وعما يقولون في بلادهم، يصدق ابتساماتهم وإقناعهم له بأن الأعداء يريدون حرمان الناس من حبيبهم.. يسمع من مستشاريه ولا يدقق.. ومعه عذره بالطبع فبعد أي غداء ثقيل يحتاج حامي البلاد لاستراحة.. وحينما يسري مفعول دواء عسر الهضم سيجتمع بالأحباب لإدارة شئون العزبة، التي أمسك بمفاتيحها في لحظة مليئة بالأخطاء.

أنصحكم بالبحث.. ابحثوا واحرصوا على الدقة، اسمعوا المعلومة من الخبراء.. لا يريد أحدكم أن يقف مكشوف عورة العقل أمام العالم كله

 لن أتطرق لتعريف العملات الرقمية ولن أشير لأخطاء الدمية.. في حق نفسه وحق البلاد.. بل أنصحكم بالبحث.. ابحثوا واحرصوا على الدقة، اسمعوا المعلومة من الخبراء.. لا يريد أحدكم أن يقف مكشوف عورة العقل أمام العالم كله.. والمضحك والمؤلم أن من يسمي نفسه رئيس وزراء ليبيا لا يرى الخيوط التي تحرك جسده، لا يدرك أنه أصبح مادة للضحك.

لهذه الأسباب نقول ونكرر، إن الديمقراطية هي الحل، فالديمقراطية لن تسمح بتكون هذه الخلايا السرطانية في جسد الوطن، إن أخطأ رئيس سنحاسبه، ولن نسمح لمصاب بالنرجسية بإدارة أمور البلاد.. النرجسي يحب المدح.. يحب من يصدق قصصه دون أن يرهقه بإثبات المعلومات.. وهناك مصطلح شهير يصف الحالة: “جرأة الجهل”.

لن نسمح بأن يصدق الرئيس من حوله ويثق بهم ويجعلهم خيمة تحميه ويرى من خلالها العالم.. لن نسمح لجاهل بإدارة بلادنا، لن نسمح بالتمييز بين المواطنين الليبيين.

حرية الرأي تكشف سوءة السياسي الجاهل، حرية الرأي تضمن المساواة والمحاسبة.

ولمن يطالبني بتقديم حل، سأكرر دعوتي لعصيان مدني، يسقط هؤلاء المهرجين، ويجبر الجميع على التوجه للانتخابات فورا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.