تدمير البيئة بقطع الأشجار: كارثة عيد الأضحى في ليبيا
إهمال المسئولين يضر البيئة ويزيد الأوضاع سوءًا
ريم البركي
قد يقود إهمال المسئولين إلى أن يضطر المواطنون إلى إدارة شئونهم الحياتية بأنفسهم، معتمدين على وسائل بدائية تضر البيئة وتزيد الأوضاع سوءًا.. وهذا تحديدًا ما يحدث في عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم بالخير.
يحتاج المواطنون إلى تطبيق الشعائر المرتبطة بهذا العيد، ومع عدم وجود حلول بديلة، يضطر بعضهم لقطع الأشجار للحصول على الأخشاب وتحويلها إلى فحم وطاولات لتقطيع اللحم، وهذا يعتبر إهدار للموارد وإفساد للنظام البيئي.
هنا لا ألوم على المواطنين، فما باليد حيلة، لكن يجب علينا أن ننظر إلى شعوب أخرى استطاعت التوصل لحلول تضمن لهم تنفيذ عمليات ذبح بشكل صحي وآمن، وكذا توفير مصادر طاقة تقلل من استهلاك الأخشاب، حفاظًا على البيئة.
هناك -على سبيل المثال- آليات متبعة للحفاظ على الأشجار، منها حساب عدد الأشجار ومعدل نموها، لضمان استمرارية النباتات وعدم تقليص حجمها، والهدف هو أن تنمو كميات من الأخشاب تفوق ما يجري قطعه على مدار العام، أو تساويه على أقل تقدير.
يواجه الليبيون صعوبة في تطبيق شعائر عيد الأضحى بسبب غياب الحلول الحكومية، مما يدفع البعض لقطع الأشجار واستخدامها كأخشاب، ما يهدد البيئة ويزيد الوضع سوءًا.
واستهلاك الخشب المقصود هنا هو استخداماته الحياتية التي لا تشمل الحرق، فمن نافلة القول أن حرق الأخشاب أو استخدام الفحم يضر بكوكبنا ككل.
أما فيما يخص عمليات الذبح، فلا يسر أحد منا ما نراه في الشوارع في اليوم الأول للعيد، فالناس لا تستطيع التخلص من مخلفات الذبح بشكل منظم، وتترك في الشارع، ما ينشر الرائحة الكريهة وقد يتسبب في انتشار الأمراض، لذا اتخذت دول كثيرة، كان آخرها مصر، خطوات لمنع الذبح في الشوارع، وفرض غرامة كبيرة وقد يصل للحبس لمن يفعل ذلك، وفي المقابل يجري توفير أماكن رسمية للذبح، بإشراف الأطباء البيطريين، لضمان أن تتم هذه العملية بشكل صحيح، وأن يتم التخلص من المخلفات بشكل آمن.
ونعلم جميعًا أن هناك وسائل حديثة للطبخ، تضمن عدم تلويث البيئة، لكنها تحتاج أولًا إلى حل أزمات الطاقة وتوفير بدائل للمواطنين، وهذا لن يحدث إلا بوجود حكومة تهتم بالشعب بشكل حقيقي، يراقب عليها برلمان يمثل صوت كل ليبي.