الجزء الخامس : ساتياغراها.. كلمة سر تحرير الهند بقيادة مهاتما غاندي

لم تبدأ حياة غاندي بالنضال بل كان عنصريًا

ريم البركي


على عكس التوقعات، لم تبدأ حياة غاندي بالنضال، بل كان عنصريًا يكره السود ويعتبرهم حيوانات.. لكنه لم يغلق عينيه وأذنيه ويدافع كالأبله عن قناعات ورثها.. فتعلم وانفتح على التجارب والخبرات العالمية وعرض بضاعته الفكرية للنقد، فتحول تاريخ ميلاده عيدًا قوميًا، يحمل اسم شاب أصبح “أبو الأمة الهندية”، ويحتفل العالم كله في نفس التاريخ باليوم الدولي للا عنف.

قبل تحريرها، كانت الهند واقعة في أسر الاحتلال البريطاني، ينهب خيرات شعبها ويستعبده.. وأمام تطور أسلحة الإنجليز كان النضال طريقًا قصيرًا للموت.

بدأ غاندي في تدشين معارضة هندية قوية في وجه الاحتلال، واختصرت تلك الفلسفة في كلمة “ساتياغراها” أي مقاومة الاستبداد بالعصيان المدني الشامل.


وفي بقعة عادية جدًا، ولد غاندي، وكان عالمه يدفعه بكل قوة ليكون إنسانًا عاديًا، فتزوج في سن الثالثة عشر وأنجب 4 أطفال قبل الـ20، ورغم ذلك سعى للعلم وسافر إلى لندن ورأى هناك نضال العمال، وحصل على شهادة في الحقوق.. وقاده مصيره بعد ذلك إلى جنوب أفريقيا ليعمل محاميًا، وهناك لم يتحمل التعرض للتنمر والاضطهاد والعنصرية، فناضل إلى جانب أهل البلاد، رغم أنه أجنبي، وساعدهم على تشكيل معارضة قوية، أثمرت الحرية في نهاية الأمر.. وأصبح الرجل بطلًا قوميًا في دولة غير دولته.

بمجرد عودته للهند، وكان قد قرأ مقالة هنري ديفد ثورو التي أشرنا إليها في الجزء الأول، فبدأ في تدشين معارضة هندية قوية في وجه الاحتلال، واختصرت تلك الفلسفة في كلمة “ساتياغراها” أي مقاومة الاستبداد بالعصيان المدني الشامل.

ووضغ غاندي مجموعة من الشروط للعصيان المدني، خلال مسيرة الملح الشهيرة، التي أطلقها للتصدي لاستغلال الاحتلال، وأبرز تلك الشروط أن المقاوم المدني لا يغضب، وعليه أن يخضع للاعتقال ومصادرة أملاكه دون رد فعل، أما إذا كان المناضل لديه ممتلكات تخص غيره، عليه أن يرفض تسليمها حتى وإن تعرضت حياته للخطر، ولكن دون أن يرد العنف بالعنف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.