«لا تريدشيزيما ولا كواتورديشيزيما».. لماذا سنة العامل في إيطاليا 14 شهرًا؟
ماذا يمنع الدولة الليبية الغنيّة من تبني سياسية «لا ترديشيزيما» و«لاكواتوردشيزيما»
ريم البركي
يبدو العنوان مبهمًا للغاية، لكنني سأحاول تبسيط الأمر حتى يصل المعني للجميع بدون أن نضيع وسط الكلمات.
في إيطاليا، ولا أعلم كيّف يبدو الوضع خارجها، تحسب السنة 14 شهرًا للموظفين في القطاعين العام والخاص، بزيادة شهرين كاملين.. وهو ما يُعرف بـ «لاتريدشيزيما ولاكواتورديشيزيما» أو الثالث عشر والرابع عشر عندما نقوم بترجمتها حرفيًا. لكن لماذا؟
يعني هذا بوضوح أن الموظف الذي اشتغل لمدة 12 شهر فعليًا يحق له راتب شهرين إضافيين، يُصرف الراتب الثالث عشر أو «لا تريديشيزيما» في نهاية شهر ديسمبر حتى يتمكن المواطن من الإنفاق في موسم أعياد الميلاد، بيّنما يُصرف الراتب الرابع عشر أو «لا كواتورديشيزيما» في شهر يوليو حتى تتمكن الأسرة من حجز فنادق إجازة الصيّف للاستمتاع بالشواطئ خلال العطلات.
الموظف في إيطاليا له الحق بطبيعة الحال في ثلاثين يوم إجازة غير مرضيّة، مدفوعة الثمن، غالبًا ما يقسمها نصفين، نصف خلال ديسمبر ونصف آخر خلال أغسطس، لكنه له الحق في أخذها في مواعيد أخرى أو تقسيمها لأربعة أجزاء.
تُصرف «لاترديشيزيما» و«لاكوارتودشيزيما» لكل العاملين على الأراضي الإيطالية، بغض النظر عن جنسهم ولونهم وعرقهم، عدا عمال العقود الموسمية، الذين يشتغلون شهرين أو ثلاثة في السنة في مشروع معيّن.
تذكرت هذه الحقوق التي يتمتع بها العمال في إيطاليا عندما فكرت في شريحة المتقاعدين في ليبيا، صُرفت لهم مرتبات شهر مايو في الأسبوع الأخير من رمضان، حتي يواجهون مصاريف العيّد، لكنهم في المقابل خلال شهر مايو لن يجد أغلبهم ما يسد حاجتهم، لأن صندوق الضمان الاجتماعي – المؤسسة الليبية العريقة، وصمام أمان جميع الأسر في ليبيا دون استثناء، تحاول جاهدة عبر هذه الآلية مساعدة المواطنيين على مواجهة مصاريف الشهر الكريم وعيد الاضحى المبارك.
لكن ماذا يمنع الدولة الليبية الغنيّة من تبني سياسية «لا ترديشيزيما» و«لاكواتوردشيزيما» خلال عيديّ الفطر والأضحى، حتى يتمكن المواطن الليبي من استقبال الأعياد بأعباء أقل؟
جدولة المرتبات والمزايا والحقوق يجب أن تكون على سلم أولويات البرلمان القادم دون أدني شك.
أنا مؤمنة بشكل أساسي أن المواطن الليبي لا بد له من أن يحصل على حقوق معنوية ومادية أكثر، والاستفادة من خيرات بلاده بدلًا من إنفاقها على المليشيات.