اغتاله صديقه.. زيارة إلى كتاب حياة جيفارا أفريقيا

حقق أحلام أهله الفقراء بتحرير بلادهم من الاحتلال والفساد

ريم البركي


لم يصبح زعيمًا فارقًا لأنه صادر أراضي الإقطاعيين ومنحها للفقراء فقط، وليس لأنه حقق الاكتفاء الذاتي من الطعام في بلاده خلال 4 سنوات، وليس لأنه دعم التعليم وتطعيم الأطفال وتمكين المرأة بإلحاقها بالجيش والوظائف العليا؛ بل أصبح زعيمًا لأنه حقق أحلام أهله الفقراء، بتحرير بلادهم من الاحتلال والفساد.. هو العظيم الراحل توماس سنكارا.

فوجئ العالم بصعوده لمدة 4 سنوات فقط، صنع خلالها معجزة في بلده بوركينا فاسو، التي اختار اسمها بنفسه لتأكيد على تحررها من الهيمنة الفرنسية.. والاسم يعني «بلد الشرفاء». وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري عام 1983، دعمه الشعب، وأول قراراته كان لنصرة الفقراء، عبر توزيع أراضي زعماء القبائل عليهم، وإلغاء الضرائب، فأحس الفلاحون لأول مرة أنهم أصحاب الأرض، فلم يكن غريبًا أن يتضاعف إنتاج القمح والقطن، وأن يتحقق الاكتفاء الذاتي بل ويظهر فائض يمكن تصديره.

أصبح زعيمًا لأنه حقق أحلام أهله الفقراء، بتحرير بلادهم من الاحتلال والفساد.. هو العظيم الراحل توماس سنكارا

وطالب المواطنين بتقليل ارتداء أي ثوب لم يصنع في بوركينا فاسو، وخلال فترة وجيزة أصبح البوركينيون يرتدون ملابس قطنية 100% من صناعة أيديهم ومن حصاد أرضهم الطيبة. كما بادر بغرس 10 ملايين شجرة لمنع التصحر، وكان أول زعيم أفريقي يفعل ذلك، وفيما يخص المرأة منع ختان الإناث وزواج القاصرات، وأقام المحاكم الثورية لمحاسبة المفسدين، فأحبه الفقراء.

كانت النهاية أليمة، إذ اغتاله صديقه المقرب كومباوري، بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية.. والذي أصبح رئيسًا بعد ذلك لفترة طويلة جدًا، قبل نفيه وخضوعه للمحاكمة.
وآخر كلمات سنكارا، قبل وفاته بأيام: «يمكن قتل الثوار لكن أفكارهم لا تقتل». رغم أن حياته انتهت في سن 37 عامًا، لكنه صنع ميراثًا يمكن أن نحكي عنه في مئات الكتب. سنطلعكم على تاريخ سانكارا، الزعيم الملهم، الذي استحق لقب «جيفارا أفريقيا»، خلال تدوينات يومية، نثبت لكم خلالها أن التغيير ممكن، وأن الفقراء باستطاعتهم تحقيق حلم الحرية مهما طال الزمن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.