كل هذه السرديات ووجهات النظر تسقط أمام إعادة إعمار بنغازي
منشور سابق حان وقته مجدداً
ريم البركي
الاختلاف -دون شك- سنة الحياة؛ لذلك حتى وإن كُنت لا أحترم من يُشكِك في كون حفتر حرر بنغازي من الإرهاب، فأنا أتفهم موقفه جيدًا، خاصة إن كان تحرير بنغازي من الإرهاب قطع مصدر رزقه.
هذا الاختلاف أمر جوهري في سردية الطرفين.. أو الأطراف الأربعة:
– سردية حفتر دمر بنغازي التي يتبناها كل من يقف مع الإرهاب.
– سردية لا لحكم العسكر التي يتبناها جزء بسيط من التيار المدني الذي لم تصل نار الإرهاب لجلبابه بالقدر الكافي الذي يجعله يؤيد حفتر .
– سردية التيار المؤيد لحفتر، والذي يستند إلى نظرية “نار العسكر وحديده ولا حمامات د.م داعش”.
– وأخيرًا سردية المجتمع الدولي «الزماق وعينه في القصعة» الذي يُريدها «حمرا وجراية وما تكلش شعير»، فهو من ناحية لا يخفى سعادته بسحق الإرهاب في بنغازي وبرقة، لكنه لا يتوانى عن التنديد بكل بعوضة تسقط في سماء بنغازي.
كل هذه السرديات ووجهات النظر تسقط أمام إعادة إعمار بنغازي.. ما حدث في عشوائيات المدينة المكتظة أمر لا يختلف على أهميته اثنان، سواء كانا محبين أم كارهين.. وكذلك الكباري الخمسة في المدينة.
عندما يرحل حفتر، غدًا أو بعد حين، لن يأخذها معه، وستظل في المدينة وسيذكر الجميع -دون استثناء- أنها من إنجازات حفتر، سواء لحقت اسمه صفة “من أنقذ بنغازي” أو “من دمر بنغازي”.. لا يهم فالتاريخ سيتكفل بكل شيء.