لومومبا.. ساعي البريد الكونغولي الذي أهان المحتل البلجيكي وأصبح رئيسًا للوزراء (1)
انتهت الحكاية باغتيال المناضل البطل
ريم البركي
قد يجعلك ذلك العنوان تتوقع سرد قصة نهايتها سعيدة، لكن الحقيقة عكس ذلك، فقد انتهت الحكاية باغتيال المناضل البطل باتريس لومومبا، رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية إبان استقلالها عام 1960؛ إذ قتلته استخبارات المحتل البلجيكي.. لكن البداية كانت سعيدة!
نتحدث هنا عن شاب ولد في «الكونغو البلجيكية»، وكان ذلك هو الاسم الذي اختاره لها المحتل.. نشأ في مجتمع النخبة، واختار أن يكون ساعي بريد.
صحيح أنه تعلم في مدارس المحتل، لكنه كان وطنيا ولم يتصالح يوما مع وجود محتل في أرضه يطبق نظام الفصل العنصري.
في نهاية خمسينات القرن الماضي، وتحت ضغط دولي، أُجبر المحتل البلجيكي بضغط دولي على السماح بالعمل السياسي للشعب المأسور، وكانت تلك فرصة كبيرة بالنسبة لبطلنا اليساري لومومبا، إذ أسس حركة وطنية وبدأ في نشر المقالات وإلقاء الخطب النارية التي حمست الشعب وأحيت فيه أمل التحرر من قيود البلجيك.
نجح لومومبا في فضح جرائم المحتل، التي تضمنت سرقة خيرات البلاد وظلم أصحاب البلد.
نجح لومومبا في فضح جرائم المحتل، التي تضمنت سرقة خيرات البلاد وظلم أصحاب البلد.. أحبه الشعب، وخرج بجانبه في مظاهرات حاشدة أرقت المتحل، وتسببت في اعتقال لومومبا.
وفي ظل حركات التحرر الأفريقية الكبيرة في ذلك الوقت، لم يكن هناك حل أمام بلجيكا سوى إخراج البطل من سجنه وإجراء استفتاء شعبي.. وحصلت البلاد على استقلالها، ثم أصبح لومومبا رئيسا للوزراء، وكانت الفرحة أكبر من خيال الناس.
في الحلقة المقبلة سنعرف لماذا لم يستطع لومومبا الاستمرار في منصبه أكثر من شهور قليلة.. انتهت حياته في سن 35 عاما.