انتقام المحتل البلجيكي من ثوار الكونغو الأحرار.. إعدام لومومبا (2)
لومومبا لو اختار الحلول السهلة ما كان سيصبح بطلًا
ريم البركي
لو كان رئيس الوزراء الكونغولي الراحل باتريس لومومبا اختار الحلول السهلة، ما كان سيصبح بطلًا يحرز الحرية لأهله.. لو كان رضي بوظيفته لدى الاحتلال العنصري، ما كان الشعب هناك ذاق الحرية.
ذكرنا في الحلقة الأولى أن المناضل لومومبا حاز ثقة الشعب وأصبح رئيسًا للوزراء بأغلبية 90%، أي أنه أصبح المتحكم الأول والأخير في شئون بلاده، لأن منصب رئيس الجمهورية كان شرفيًا.
أقيم حفل الاستقلال في 30 يونيو 1960، وأصر ملك بلجيكا ورئيس وزرائها، على حضور حفل استقلال البلاد التي سرقوا خيرها وأذلوا شعبها.
مات لومومبا، ولا تزال الفتنة التي زرعها المحتل البلجيكي في الكونغو، حيّة حتى الآن.. لكن أهل الكونغو يعلقون صور قائدهم، ويحلمون بحرية مطلقة.
حاول رئيس الوزراء الدنماركي آنذاك القفز على المنصة ليقول كلمة، لم تكن ضمن برنامج الحفل، فمنعه لومومبا وأجبره على الالتزام ببرنامج الحفل وقوانين أصحاب البلد، وهنا امتعض الملك البلجيكي، ونصيره رئيس الجمهورية الشرفي. قام بعد ذلك ملك بلجيكا وألقى خطابًا أهان فيه الكونغوليين في بلدهم، وقال إن على المواطنين أن يحسنوا استخدام الحرية التي منحتها لهم بلجيكا العظمى.
فقاطعه لومومبا، وألقى خطابًا تاريخيًا، سحق فيه كرامة الملك البلجيكي المتغطرس، ولا يزال هذا الخطاب راسخًا في ذاكرة كل مواطن في الكونغو الديمقراطية.
بعد الحفل، قرر ملك بلجيكا ورئيس وزرائه قتل لومومبا، ومعاقبة أهل الكونغو، عن طريق تمويل أحد القادة العسكريين بالمال والسلاح ليعلن انفصال مقاطعة عن الكونغو، نكاية في لومومبا.
هنا.. استغاث لومومبا بالاتحاد السوفيتي، فلم يستجب له، فاطلب المساعدة من الأمم المتحدة، فأرسلت جنودًا لدعمه ظاهريًا، وبمجرد وصولهم عملوا على إسقاط الزعيم المنتخب.
ظهر بعد ذلك رئيس الجمهورية الشرفي ليعلن عزل لومومبا بالقوة.. وهنا شعر البطل بأن النهاية اقتربت، بعدما باعه كل من حوله.. فحاول الهروب. كان مراقبًا، وألقي القبض عليه، وجرى تنفيذ حكم إعدام فيه وفي بعض وزرائه، بالرصاص الحي..
ومات لومومبا، ولا تزال الفتنة التي زرعها المحتل البلجيكي في الكونغو، حيّة حتى الآن.. لكن أهل الكونغو يعلقون صور قائدهم، ويحلمون بحرية مطلقة.