جنة العبيد ومنفى السياسيين.. هنا سيشل

أرخبيل سيشل يبعد 1600 كيلومتر عن سواحل أفريقيا

ريم البركي


آلاف السنين عاشها البشر على كوكب الأرض ولم يكتشفوا أرخبيل سيشل، الذي يبعد 1600 كيلومتر عن سواحل أفريقيا، واستمر الأمر كذلك حتى بدء القرن السابع عشر، حينما وصل مستكشفون برتغاليون إلى هناك، ولم يجدوا إلا آثار بعض القراصنة.


مرت سنوات، حتى بدأ عام 1756، وخلاله ادّعت فرنسا أن لها حقا في سيشل، التي لم يكن لها اسم آنذاك، وأطلقت الاسم الحالي على الدولة، تيمنا باسم أحد موظفي الاحتلال الفرنسي في موريشيوس.

سيشل كانت تستخدم مطلع القرن العشرين كمنفى لبعض السياسيين، وكان على رأسهم الزعيم المصري سعد زغلول

ولم يرسل الاحتلال الفرنسي عددا ضخما من المدنيين هناك إلا بعد مرور نحو 14 عاما على سيطرته على الجزر الغنية، وكان المدنيون المشار إليهم مجموعة من العبيد من مستعمرات فرنسا المختلفة، ومجموعة من الفرنسيين للإجبار العبيد الأفارقة على زراعة البن والقصب والشاي.


خفت نجم فرنسا بعد سنوات، وجرى تسليم سيشل إلى بريطانيا، واعتبرت جزءا من موريشيوس، المستعمرة البريطانية، طوال القرن التاسع عشر، إذ لم تعتبر سيشل مستعمرة منفصلة قبل 1903.
واستفادت سيشل من موجات التحرر الأفريقية كغيرها، لكنها تأخرت قليلا، إذ نالت استقلالها وأصبحت دولة ذات سيادة عام 1976، وأصبح عبيد الأمس الذين جُلبوا هناك ليعذبوا- مواطنين أصحاب أرض ولهم حقوق يحميها القانون الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن سيشل كانت تستخدم مطلع القرن العشرين كمنفى لبعض السياسيين، وكان على رأسهم الزعيم المصري سعد زغلول.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.