ناميبيا تحت المقصلة الألمانية.. قصة أشرس مجزرة جماعية في القرن العشرين (1)

1884 بالنسبة للسكان الأصليين في ناميبيا كان بوابة الجحيم

ريم البركي

قد يبدو عام 1884 عامًا عاديًا بالنسبة للبعض، لكنه بالنسبة للسكان الأصليين في ناميبيا كان بوابة الجحيم، فقد بدأ خلاله الاحتلال الألماني لبلادهم، ومنذ ذلك الحين عاش الشعب الناميبي تجربة قاسية، سجلها التاريخ كأول عملية إبادة جماعية لسكان أصليين في القرن العشرين، ولا تزال الهياكل العظمية في معسكر «شارك أيلاند» شاهدة على المجزرة التي حدثت، رغم أن المنطقة تحولت إلى منتجع سياحي حاليًا.

كان شعبا هيريرو وناما هما الأكبر في المنطقة، وهما من قادا النضال ضد الاستعمار الألماني، الذي حولهم إلى عبيد، بل أقل شأنًا من العبيد، إذ أن المستعمر كان يراهم حيوانات آنذاك ويبيع جماجمهم للمتاحف، للاستدلال على أن شعوب أفريقيا ليست من بين البشر.

الاستعمار الألماني حول شعبا هيريرو وناما إلى عبيد، بل أقل شأنًا من العبيد، إذ أن المستعمر كان يراهم حيوانات آنذاك ويبيع جماجمهم للمتاحف

وفي مطلع 1904، نفذ القائدان صامويل ماهاريرو وهندريك فيتبوي عملية انتقام ضد الاستعمار، وذبحوا أكثر من 100 ألماني، ورفضوا قتل النساء والأطفال، وهنا تجلت قسوة المستعمر، إذ حول منطقة «شارك أيلاند» إلى سجن ضخم، يرسل إليه أي معترض أو سيء الحظ، وهناك كان الجنود الألمان يغتصبون الأطفال والنساء ويجبرون الرجال على العمل حتى الموت، وبحسب إحصائيات مات ما يصل إلى 200 ألف شخص بطرق التعذيب المختلفة.

ورغم أن الألمان اعترفوا في 2004 بالمجزرة، واعتذروا عنها، رفضوا تقديم أي تعويضات لسكان البلد، واكتفوا بإعادة جماجم أجدادهم المذبوحين من المتاحف.
صحيح أن هذا النضال لم يمنح الحرية للشعب الناميبي وقتها، بسبب دخول استعمار جديد إلى بلادهم، هو استعمار جنوب أفريقيا، لكنه كان بذرة لتجربة نادرة من الصمود، سنكمل تفاصيلها في الحلقة المقبلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.