«8 ساعات عمل و8 ساعات نوم و8 ساعات للراحة والاستمتاع»
لم يكن النضال سهلًا
ريم البركي
«8 ساعات عمل و8 ساعات نوم و8 ساعات للراحة والاستمتاع».. ليس هذا جدول أعده شخص يريد تنظيم وقته، بل مطلب صدحت به حناجر آلاف العمال في ولاية شيكاغو الأمريكية للمطالبة بحقهم في الحياة، في 1 مايو 1886، ووصلت صيحة الحرية إلى كندا، فلبى النداء هناك نحو نصف مليون عامل، ارتفعت أصواتهم بنداءات الحرية، لترضخ السلطات في النهاية للعمال، ويتحول هذا اليوم لعيد عالمي للعمال.
لم يكن النضال سهلًا، فبعد تجاهل متوقع لحراك العمال في أستراليا وكندا وأمريكا، استطاع العمال في الولايات المتحدة شل الاقتصاد تمامًا، فغضبت السلطات، وفتحت النار على العمال، قبل أن تجد قنبلة طريقها إلى قلب الاعتصام –زرعها مجهول- ليموت نحو 11 شخصًا، أغلبهم من رجال الشرطة، فاعتقل كثيرون وأعدم 4 من قيادات الحراك.
ولدي الصغير.. عندما تكبر ستعرف أنني أموت من أجل قضية شريفة.. وأنني بريء.. ستفخر بي وتحكي قصتي لأصدقائك
وتحول الخطاب الذي كتبه أحد المحكوم عليهم بالإعدام، وهو أوجست سبايز- إلى مانيفستو يحفظه ويحتفي به كل باحث عن الحرية: «ولدي الصغير.. عندما تكبر ستعرف أنني أموت من أجل قضية شريفة.. وأنني بريء.. ستفخر بي وتحكي قصتي لأصدقائك» واتضح بعد ذلك أن الشرطة هي صاحبة فكرة القنبلة.
وبعد فضيحة الشرطة في أمريكا، خضع الرئيس غروفر كليفلاند، آنذاك للمطالب، وجرى الاعتراف رسميًا بعيد العمال.. ورغم محاولات أدلجة هذا العيد، ليكون شيوعيًا، لكن الحقيقة أن هذا الانتصار ثمرة نضال العمال حول العالم، ضد العبودية وإجرام أصحاب الأعمال.