بالحاج يعود إلى الساحة السياسية مجددًا بعد فشل الجماعة الليبية المقاتلة في الانتخابات

محاولات فاشلة لتلميع صورة بالحاج والإخوان المسلمين في ليبيا

ريم البركي

ظهور بالحاج على الساحة السياسية بهذه الصفاقة مجددًا، يأتي بعد فشل مخطط الجماعة الليبية المقاتلة في اختيار شخص «عفويّ» يمثلها في الانتخابات الرئاسية الموءودة.

حاولت الجماعة في البداية اختيار شخص «بحبوح» و«ولد بلاد»، يُجيد ارتداء البراندات العالمية والتحدث بمصطلحات الشارع بطلاقة، درس الهندسة في «كندا» وزوّر من هناك شهادات، بدلًا من “شخصية قندهارية بامتياز”.. لكنها فشلت في النهاية.

التعّويل على المشمهندس عبد الحميد الدبيبة، من قِبل تيار “المقاتلة” والعليّان (علي الصلابي وعلي الدبيبة) كان تعويلًا حقيقيًا، بدأ فورًا عقب خسارة حزب الوطن (حزب بالحاج) لانتخابات 2012، رغم استعانة الحزب بنساء “سافرات” في قوائمه الانتخابية، لكن في الواقع لم يصوت الشعب له، واختار التصوّيت لتيار الدكتور محمود جبريل.

ما حدث آنذاك، أعطى إشارة لأبناء سفوح توره بوره، أن الليبيين لن يصوّتوا لحزب إسلامي، حتى إن استعان بالدكتورة لمياء بوسدرة؛ وهي شابة متعلمة غير محجبة ودرست وتعلمت في الخارج، وبوليد اللافي، المتحدث اللبق عن الدولة المدنية.

بعد ذلك، بدأت عملية سحب بالحاج من المشهد، وإدخال وليد للساحة عبر تمويل ضخم لسلسلة من القنوات الإعلامية، وألف صفحة فيسبوكية ونيّف.. يتلاعب من خلالها وليد بالرأي العام تارة، ويدعم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي ودرنة تارة أخرى.

فشل الجماعة الليبية المقاتلة في الانتخابات الرئاسية يدفع بالحاج للظهور مجددًا، وسط محاولات مستمرة لتلميع صورته وشخصيات أخرى عبر الإعلام والدعم المالي.

 ثم جاء دور «المشمهندس العفويّ»، حلال المشاكل وجلّاب العرسان، ورأينا وليد مستشارًا إعلاميًا لأسرة الدبيبية ووزير إعلام للحكومة ورئيسًا لحملة انتخابية لعبد الحميد، وكالعادة فشلت هي الأخرى كما فشلت الحملة الانتخابية التي كان هو أحد أبرز أذرعها سنة 2012 لحزب الوطن.

هنا، كان لا بد -كما نعلم جميعًا- من تعطيل الانتخابات، بأي طريقة، حتى إن كانت طريقة مذلة ومهينة لـ2.7 مليون ناخب ليبي، استلموا بالفعل بطاقاتهم وكانوا يتأهبون لإعطاء أصواتهم لحفتر وباشاغا وسيّف الإسلام وعارف النايض واشتيويّ، لأن (حكومة العليّان) أدركت خلال شهريّ سبتمبر وأكتوبر أن «حميدهم العفويّ» الذي جاء عبر الرشاوى في #جنيڤ، لن يتمكن من الفوز بهذه الانتخابات، وبالتالي ستكون محاولة وصول بالحاج للسلطة مجددًا فاشلة لا محالة (والحقيقة أنني لست متأكدة من سبب الفشل.. هل هو ضعف مستشارهم الاعلامي صبي الارهاب أم وعي الليبيين؟).

ثم ظهرت الدكتورة لمياء أبو سدرة مجددًا، فهي من جرى تداول اسمها قبل تكليف «النجمة» نجلاء المنقوش بحقيبة الخارجية، ثم اختفت فورًا، لتظهر بعد ذلك مع «سليل المجاهدين» لتستلم أوراق اعتمادها مبعوثة الدبيبية في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حتى يُصبح للجماعة سفيرة تتحدث بأسهم عن حقوق الإنسان.

بعد ذلك ظهر «النجم» عبد الحكيم بالحاج، رجل الأعمال، داعم الشباب والرياضة والجمهور الكروي العريض، أمير الجماعة الليبية المقاتلة سابقًا وسجين قوانتانامو، المتحدث للغة للفرنسية، وطبعًا مالك شركة الأجنحة للطيران -وفقًا لما أكدناه سابقًا منذ افتتاحها، وأكده السفير الباكستاني نهار العيّد عبر منشور لصفحة السفارة الموثقة.

هذا النجم سيُنافس في الانتخابات المقبلة بدلًا من حميد، في محاولة -ربما الأخيرة- تحت شعار “نكون أو لا نكون”.. لكنني متأكدة من من وعي الشعب.

تساءلت في البداية -على سبيل المزحة- كيف لشعب صمد هذا الصمود الأسطوري أن يخدعه وليد وباقي الصبيان ببضع قنوات وألف صفحة فيسبوك ونيّف؟ كيف لجداتنا أن تصدق وجوهًا كاذبة وتكذّب وجوهًا صادقة؟ كيف لهم أن ينسوا رائحة البارود؟

أعلم أن منشوري هذا لن يُرضي بعض الأصدقاء، لأنني تحدثت عن شخصية يحاول التيار المدني أن يقول في حقها «عفى الله عما سلف» لكني «طبعي كده» كما قالت نيكول سابا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.